يقع بيت الضيافة “قانا” في قرية حمدون اللبنانية. ويترأس البيت جبل صخري ضمن منطقة تضم مقابر فينيقية عمرها يتجاوز الألف عام. تتميّز المقابر ومباني المنطقة بمقاومتها لعوامل التعرية طوال آلاف السنين، وفيها ترى فسيفساء من الحجر الجيري الرمادي والأصفر. يوجد جدار استنادي صلب مليء برسومات الفسيفساء لبيت الضيافة “قانا” ، ويتصل مع الصخور الطبيعية، ليشكّل واجهة متميزة وفريدة في تصميمها.
بعد أن تجتاز الجدار الاستنادي المتكون من الفسيفساء ، يستقبلك ضوء الشمس الساطع لينير المساحة التي تحتوي على غرفة معيشة ومطبخ. و يوجد لغرف المنطقة الداخلية جدران ملونة وأرضيات من الألواح الزجاجية، والتي تمتزج بالصخور المجاورة لها، وتتداخل إنعكاساتها لتعطي أشكال فنية فريدة.
في غرفة المعيشة، توجد مدفأة متواضعة تحتل وسط الغرفة ذات السقف الخرساني والمنتهي بجسور خشبية قديمة، من الواضح أنه قد تم ترميمها سابقًا. أمّا الأثاث فهو تقليدي بنقوشات بسيطة تتناسب مع طبيعة المكان الريفية الجبلية. فالأثاث بغالبه يتكوّن من أخشاب متينة مغطى بأقمشة شرقية مليئة برسومات من نقشة الفهد، والأرضيات مغطاة بالسجاد المغربي. أمّا تصميم المطبخ يعطي طابعًا عائليًا دافئً وحميمي، خاصة بوجود طاولة بسيطة مصنوعة من لوح سميك من خشب الأوكالبتوس.
بعد أن تجتاز غرفة المعيشة، يمكنك التجوّل في المنزل على طول الواجهة الزجاجية وصولاً إلى غرفة النوم والحمام المجاورين، لتجد مساحة مشمسة وخضراء رحبة. فيها عدد من الألواح النقية المزينة وبعض النباتات الخضراء المورقة. هذه النباتات تجعل الاستحمام يُحاكي تجربة الاستحمام في الهواء الطلق.
يوجد أيضاً نفقًا داخليًّا يؤدي إلى قبو مخصص للنبيذ. سقف القبو منحوت على شكل قبة لونها عنابي مُضاء بواسطة فتحة دائرية في السقف، فيُضيف للمكان أجواءً خاصة. ليست الإضاءة وحدها ما تُعطي القبو طابعًا مهيبًا، بل امتزاجها مع الهواء البارد والرطب الذي تفوح منه رائحة الخبز المحمص والشوفان والمسك.
توجد في الخارج حفرة نار دائرية عند التكوين الصخري الضخم. تتراقص النيران بشكل خيالي مقابل الصخور الضخمة والجبال البعيدة. لذا، فالساحة الخارجية مناسبةً جدًا لاستضافة الأمسيات و الاحتفالات. الأمر الذي يجعلك تعتقد بأن هذا المنزل الفاتن ملجأً للاحتفالات الروحية المثيرة تحت سماء “حمدون” الساحرة.
بُنيَ بيت الضيافة وسط مزرعة عنب خصبة تبلغ مساحتها 80 فدانًا. وبما أن الكرم يقع على أرض صخرية، تنمو جذوره عميقًا فتجمع العناصر الغذائية والمياه من تحت سطح الأرض، مما يسمح بإنتاج عنبًا أكثر جودةً لصنع النبيذ. هذا البستان المزروع بأشجار العنب، يبدو كملاذٍ ريفي هادئ. مما يجعله خيارك الأول للاستجمام والاسترخاء، وتحصيل السلام الجسدي والعقلي.
