“منتجع مسك البداير” فاز بجائزة World Luxury Hotel لعامي 2020 و2021 كأفضل منتجع صحراوي فاخر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. يقع المنتجع في المنطقة الصحراوية الجنوبية لإمارة الشارقة على طريق دبي-حتا، وتم تطويره من قبل هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير – “شروق”، ويتم تشغيله بواسطة “مجموعة الشارقة من مسك”. وقد تم تصميم المشروع من قبل شركة “وائل المصري للتخطيط والهندسة المعمارية” (WMPA)، وهي شركة استشارية مقرها الأردن، بقيادة المهندس المعماري الرئيسي وائل المصري. بدأ تصميم المشروع في يناير 2012، وافتُتح المشروع للجمهور في مارس 2020.
يتضمن المشروع العديد من المباني والمساحات الخارجية. تشمل المباني: بوابة دخول، مركز معلومات، مبنى إداري، ومباني خدمات. كما يضم مركز المخيم ساحة كبيرة مغطاة بالخيام محاطة بعدة مبانٍ مثل مقهى ومطعم، ونُزُل يحتوي على 21 غرفة نوم بالإضافة إلى مسبح داخلي، صالة رياضية، ومنتجع صحي. تشمل المزايا الأخرى مدرجاً amphitheater ، برج مراقبة (المنارة)، و10 خيام للتخييم تضم 13 غرفة نوم، بالإضافة إلى مبنى استوديو تلفزيوني تابع لـ “مؤسسة الشارقة للإعلام”.
تشمل المناطق الخارجية مواقف للحافلات والسيارات المظللة. كما يتم التخطيط لإضافة 15 خيمة فاخرة جديدة في أطراف المنتجع لتلبية الطلب المتزايد من الزوار المحليين والسياح. ويتميز المشروع بوجود مسجد ضمن مرافقه، مما يعكس اهتمام الجهة المطورة باحتياجات الزوار المحليين، بالإضافة إلى جذب السياح للاستمتاع بعروض الضيافة والترفيه المتنوعة.
النهج التصميمي الشامل – يسلط هذا المنتجع الضوء على هوية منطقة البداير ويشجع الزوار على الاستمتاع بمميزاتها ضمن إطار ُمعاصر وإبداعي مستوحى من التراث المحلي. يمثل المشروع نهجًا شاملاً جديدًا في تطوير وتنفيذ التصميم الحضري والمعماري والداخلي وتصميم المناظر الطبيعية.
التكوين العام للمشروع – الذي يبدو للوهلة الأولى عشوائيًا وغير منتظم، يستند في الواقع إلى نظام تخطيط هندسي صارم يعتمد على الشكل المثمن، حيث تقع خيمة الاحتفالات الكبيرة في المركز، وتنتشر الطبقات المختلفة من المباني وعناصر المناظر الطبيعية بشكل شعاعي حولها. هذا التكوين الشعاعي يُكمل الطبيعة المفتوحة والمتوسعة للصحراء.
يعتمد المشروع في تصميمه على نظام وحدات متكررة بمقياس 3×3 متر يشمل جميع مكونات المباني والساحات والمنصات. تتباين هذة الشبكة الهندسية مع الطبيعة المتدفقة لكثبان الصحراء المحيطة. أسهم هذا النظام البنيوي البسيط والعملي في تحقيق تنوع كبير في الحلول الحجمية والمكانية، مما أضفى تنوعًا وحيوية على المشروع، مع إحساس بالوحدة العامة الناتجة عن التكرار والتناسب والمواد والتفاصيل والألوان، داخليًا وخارجيًا.
الاستدامة الثقافية والبيئية – تم استخدام الأنماط المعمارية التقليدية المحلية في تصميم المباني، بما في ذلك الأفنية والأروقة والأقواس والمشربيات والعناصر الزخرفية. تعكس ألوان جدران المباني لون الصحراء الخوخي، بينما تضيف الأروقة العالية والبرجولات إحساسًا بالظل والراحة. يهدف هذا النهج إلى تعزيز الوعي بالعمارة المحلية المستدامة، ثقافيًا وبيئيًا، واستمرار أهمية التراث المعماري اليوم، خاصة في ظل العولمة.
تصميم المناظر الطبيعية – يعكس تصميم المناظر الطبيعية موضوعات الواحة الصحراوية، مع ميزات مثل الأودية والفلج، وبساتين النخيل، واستخدام النباتات المحلية. تستلهم هذه الميزات من الممارسات المحلية وتبرز الطبيعة الصحراوية لدولة الإمارات، مع التركيز على أهمية الغطاء النباتي وجمال ندرته. يسعى هذا النهج الثقافي والبيئي إلى تعزيز الوعي بالاستدامة في البيئة الصحراوية الهشة، خاصة في ظل التغير المناخي المتزايد.
يعبر المشروع عن “هوية هجينة” تجمع بين استلهام العمارة التقليدية في المنطقة، مع الاستخدام المدروس لأنظمة التخطيط الحديثة، والأشكال المعمارية المتكررة، والتقنيات الحديثة، والمواد مثل الأقمشة الشدّية، مع توفير وسائل الراحة والضيافة والترفيه بأعلى المعايير.
