تصميم المبنى مستوحى من تكوين معدني يُعرف باسم “وردة الصحراء”، وهو تشكيل صخري يتكون عندما تتبلور المعادن في التربة الهشة تحت سطح حوض ملحي ضحل، ويُعد شائعًا في صحارى منطقة الخليج. يتميز النظام بأقراص متشابكة تحيط بالقصر التاريخي مثل عقد، ويبدو وكأنها نمت بشكل عضوي. يضم التصميم مساحات عرض تنتشر في مسار بيضاوي حول ساحة مركزية تُسمى “الحوش”، حيث ستُقام الفعاليات الثقافية الخارجية.
يستوحي الشكل المعماري لـ”وردة الصحراء” ثقافة قطر ومناخها، حيث ينبثق المبنى من الأرض ويبدو وكأنه يندمج معها. الظلال التي تُنتجها العناصر المتدلية تسمح للزوار بالتجول في الخارج، مع توفير الحماية الداخلية من الضوء والحرارة. ويأتي الغلاف الخرساني بلون الرمال متناسقًا مع البيئة المحلية.
تتبع زيارة المتحف مسارًا بيضاويًا يرتفع وينخفض بلطف، مما يستحضر التموجات الطبيعية للمناظر الطبيعية. توفر الفتحات الكبيرة إطلالات على الحوش، حدائق المتحف، وخليج الدوحة. تُعرض المعارض الدائمة، التي تركز على التاريخ البيئي والثقافي والسياسي لقطر – من الزمن القديم إلى الوقت الحاضر – في إحدى عشرة قاعة عرض. وتختتم رحلة الزائر في القصر التاريخي القديم، وهو إحدى جواهر مجموعة المتحف الوطني، والذي تم ترميمه إلى حالته الأصلية.
يُحيط بالمتحف منتزه منسق يُعيد تفسير المناظر الطبيعية القطرية، حيث تتناوب فيه الكثبان الرملية المنخفضة والمحاصيل المغمورة والحدائق المستوحاة من السبخات والواحات. يحتوي المنتزه على نباتات وأشجار محلية فقط، ويروي قصة قطر وكيف عاش شعبها وتكيفوا مع البيئة القاسية وزرعوها. يضم المنتزه حديقة تراثية تحتوي على نباتات تقليدية ومساحات عشبية واسعة مثالية للاسترخاء في المساء. كما تم دمج موقف سيارات يسع لـ 430 بشكل انسيابي في تصميم المنتزه.
يتألف المبنى من أقراص كبيرة متشابكة، كروية الشكل spherical في مقطعها، وتتنوع في أقطارها وانحناءاتها. بعض الأقراص تكون “أفقية” وتستند على أقراص أخرى، بينما تشكل الأقراص “الرأسية” دعائم المبنى وتنقل أحمال المستويات الأفقية إلى القاعدة. وكما هو الحال في الخارج، فإن التصميم الداخلي يشبه مشهد الأقراص المتشابكة. تتميز التشطيبات بالحيادية والأحادية اللون، حيث تغطى الأرضيات بخرسانة مصقولة بلون الرمال مع إضافات معدنية دقيقة. أما الجدران الرأسية، فتُطلى بطبقة من “ستوك بيير” أو الجص الحجري، وهو خليط تقليدي من الجبس والجير يعطي مظهر الحجر. وتُغطى الأسقف بجص صوتي دقيق مسامي يُرش فوق الصوف المعدني.
