حسن فتحي

مهندس معماري
الجنسيةمصر
تاريخ الميلاد1900
تاريخ الوفاة1989
الجوائز
  • جائزة آغا خان للعمارة
  • جائزة رايت ليفلي هود
  • جائزة لويس سوليفان

حسن فتحي هو أحد أبرز روّاد العمارة البيئية في العالم العربي، واشتهر بلقب “مهندس الفقراء” نظرًا لالتزامه بتطوير مساكن منخفضة التكلفة باستخدام مواد محلية وتقنيات بناء مستدامة. وُلد في 23 مارس 1900 بمدينة الإسكندرية لعائلة ثرية ذات أصول تركية ومغربية، وانتقل مع أسرته في سن الثامنة إلى القاهرة، حيث عاش في حي القلعة، وهو الحي الذي أثر لاحقًا على رؤيته المعمارية. تلقى تعليمه في مدرسة محمد علي الابتدائية، ثم في المدرسة الخديوية الثانوية، قبل أن يلتحق بكلية الهندسة بجامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حاليًا)، حيث حصل على دبلوم العمارة عام 1929.

بدأ حسن فتحي مسيرته المهنية في الإدارة العامة للمدارس بالمجالس البلدية، حيث عمل في تصميم المباني التعليمية، وكان أول مصري ينضم لهيئة التدريس بمدرسة الفنون الجميلة في القاهرة. كما عُيّن رئيسًا لإدارة المباني المدرسية بوزارة المعارف، قبل أن يصبح خبيرًا لدى الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين. في الستينيات، ترأس مشروعًا تجريبيًا لإسكان الشباب في مصر، وعمل في مشروعات تنموية بالمملكة العربية السعودية، كما شغل منصب خبير بمعهد أدلاي ستيفنسون في جامعة شيكاغو خلال السبعينيات.

كانت مدرسة طلخا الابتدائية، التي صمّمها عام 1928، أول أعماله المعمارية، ومن خلالها بدأ اهتمامه بالعمارة الريفية، التي أصبحت لاحقًا تعرف باسم “عمارة الفقراء”. في منتصف الأربعينيات، أسندت إليه مصلحة الآثار المصرية مهمة تصميم قرية القرنة الجديدة في الأقصر، لنقل سكان القرنة القديمة بعيدًا عن المناطق الأثرية. اعتمد في المشروع على مواد البناء المحلية كالطوب اللبن، واستوحى تصاميمه من العمارة النوبية والإسلامية التقليدية، بهدف توفير مساكن مستدامة وبتكلفة منخفضة. إلا أن المشروع واجه العديد من العقبات البيروقراطية والسياسية، مما أدى إلى عدم اكتماله بالشكل المخطط له.


قرية القرنة الجديدة في الأقصر

في أواخر الخمسينيات، غادر فتحي مصر متجهًا إلى اليونان، بعدما قوبلت مشاريعه بالرفض من السلطات المصرية، خاصة مشروعه لتطوير القرى. هناك، أسّس مع أحد المهندسين اليونانيين معهدًا للتصميم والإنشاء، لكنه عاد إلى مصر في بداية الستينيات بعد أن أقنعه الرئيس جمال عبد الناصر بالعودة، ليبدأ في العمل على مشاريع إسكانية جديدة. وعلى الرغم من التحديات، استمر في تقديم رؤيته المعمارية، التي كانت تجمع بين البساطة والوظيفية مع احترام الهوية الثقافية والبيئية.

كان حسن فتحي من أبرز المعماريين العرب في القرن العشرين، وأحد مبدعي العمارة المصرية التي استلهمت تقنياتها من التراث الريفي والنوبة. اعتمدت رؤيته على مبدأ أن العمارة يجب أن تكون جزءًا من البيئة، وأن يتم بناؤها بمواد متوفرة محليًا، بحيث تتناسب مع الظروف المناخية والثقافية. ومنذ السبعينيات، أصبح بيته في درب اللبانة ملتقىً للفنانين والمثقفين والمهندسين من مختلف أنحاء العالم، حيث أصبح مرجعًا فكريًا للمعماريين الشباب الساعين لتقديم عمارة أكثر إنسانية وجمالًا.

نفّذ فتحي مشاريع معمارية في العديد من الدول، من بينها العراق وفلسطين والجزائر وباكستان ونيجيريا والولايات المتحدة، وعمل مستشارًا هندسيًا للعديد من المؤسسات داخل وخارج مصر. ألّف عدة كتب وثّق فيها فلسفته وتجربته، أبرزها “القرنة: قصة قريتين”، الذي نشرته وزارة الثقافة المصرية عام 1969، ثم أعادت جامعة شيكاغو نشره عام 1973 بعنوان “العمارة للفقراء”، وهو الكتاب الذي ترجم إلى 22 لغة، مما ساهم في شهرته العالمية. كما أصدر كتبًا أخرى، مثل “العمارة والبيئة”، و”مشربية”، و”الطاقة الطبيعية والعمارة التقليدية: مبادئ وأمثلة من المناخ الجاف الحار”.

حصل حسن فتحي على العديد من الجوائز والتكريمات، تقديرًا لإبداعه في مجال العمارة البيئية، منها جائزة الدولة التشجيعية ووسام الاستحقاق من الطبقة الأولى في مصر، وجائزة آغا خان للعمارة في سويسرا، وجائزة رايت ليفلي هود في السويد، وجائزة لويس سوليفان في الولايات المتحدة، وجائزة بول هوفمان في أستراليا.

توفي في 30 نوفمبر 1989 عن عمر ناهز 89 عامًا، تاركًا إرثًا معماريًا وإنسانيًا مؤثرًا لا يزال يلهم المعماريين حول العالم حتى اليوم.


 

المصادر: