تعتبر عمان مدينة سريعة النمو, تتكون من مبانٍ مبنية من الحجر الطبيعي المحلي, ليس فقط مباني الأحياء الثرية بل أيضاً الأحياء الفقيرة، ولا يشمل ذلك المنازل وحدها بل أيضاً المكاتب، الفنادق، المتاحف، و حتى المتاجر.
يتعلق مشروع السفارة الهولندية بتجديد فيلا صغيرة داخل حديقة مُسوّرة. حيث تم تجديد وتوسعة المبنى لإنه كان صغيراً جداً، وغير مقاوم للزلازل. حيث شكَل حُسن الضيافة مع الجانب الأمني في السفارة جوهر التصميم.
ⓒ Pieter Kers
تقع المداخل ومكاتب القنصلية في الطابق الأرضي داخل المبنى الأصلي، بينما تضم الكتلة الجديدة المنفصلة فوق هذه الأقسام الجزء الأكثر تمثيلًا للسفارة. يعطي المبنى ككل طابعاً موحداً من خلال رواق مصنوع من الحجر المقدسي المحلي ومزود بعناصر تظليل مميزة. حيث يؤكد هذا التصميم على علاقة المبنى مع الحديقة ويظلله من أشعة الشمس، ممّا يُتيحُ لموظفي السفارة الإستمتاع بإطلالة الحديقة الأخاذة دون الإنزعاج من الحرارة الزائدة. بهدف التعبير عن كرم الضيافة و الأمان ، يشكل الرواق ذو السقف البارز الطابع العام الجديد للسفارة. حيث أن له رمزية مثل رمزية الأكروبوليس في أثينا، أو حتى كتفسيرات الحداثة للمعابد و الأغورا مثل مبنى ماندادوري للمعماري اوسكار نيمار في ميلان، أما هنا فيتم التعبير عنها كتصوير لمدينة عمان (فنّ العمارة الحديثة والكلاسيكية كصورة معاصرة)، مع مراعاة الأسلوب المحلي للبناء التقليدي و المناخ. أنشئ إيقاع ونمط الأعمدة على أساسات عناصر هيكل الفيلا القديمة فضلاً عن استخدامها كمظلات للشمس.
تطبيقات مستدامة لمناخ محلي معتدل: خلايا كهرضوئية، و ألواح الطاقة الشمسية، و تخزين مياه الأمطار.
حيث تم تطوير مفهوم المنشأة المستدامة بالشراكة مع شركة الإستشارات الإنشائية رويال هاسكونينج نيثيرلاند (Royal Haskoning Nederland).
تعمل ألواح الطاقة الشمسية وأشرعة المظلة على إلتقاط أشعة الشمس من أعلى سقف المظلة والرواق الجنوبي. كما وبالإمكان إزاحة أشرعة الواجهة الشرقية عند سطوع شمس الصباح الشديدة مباشرة على عليها، حتى بالشتاء بالإمكان تدفئة المبنى إذا تطلب الأمر.
تمت إعادة إستخدام المسبح القديم كأداة لموازنة الحرارة أو البرودة باستخدام المياه من خلال عناصر الطاقة الشمسية المتواجدة فوق أماكن إصطفاف السيارات. حيث يتم تبريد البناء أثناء اليوم عن طريق هذه الطاقة. على النقيض من ذلك، تقوم هذه الألواح في فصل الشتاء بجمع الحرارة لتخفيف فروقات درجات الحرارة بين الليل والنهار. كما تم إدراج نظام التدفئة لهذا الغرض في طوابق السفارة. يتكون خمسون بالمائة من سقف المظلة من الخلايا الكهروضوئية وهي كافية لتلبية إحتياجات البناء من الكهرباء. وتم تجهيز المتبقي من مساحة السطح بأشرعة لتظليل ضوء الشمس، بحيث يتم ضبط حرارتها وتهويتها بعيداً. تم أيضاً ضبط مياه الأمطار وفقاً لهذه التدابير، إضافة إلى إعادة إستخدام المواد المحلية، تم اعتماد البناء بموجب برنامج تصنيف المباني الخضراء (إختبار الريادة LEED). بحيث أنها حازت على التصنيف الفضي، ويبدو أن التصنيف الذهبي ممكن الحصول عليه، مما يجعل هذا المبنى الأول من نوعه في الأردن وكأول سفارة هولندية تحصل على مثل هذه الجائزة.
ⓒ Pieter Kers
