سمية الدباغ

مهندسة ومصممة معمارية
الجنسيةالسعودية

سمية جعفر الدباغ، معمارية سعودية، ومؤسسة شركة الدبّاغ للهندسة المعمارية في دبي. تعدّ من الجيل الأول من المعماريات السعوديات اللاتي برزن على الساحة المعمارية الإقليمية والدولية، وارتبطت أعمالها بفلسفة توازن بين الهوية المحلية والحداثة المعمارية.

ولدت سمية دباغ في المملكة العربية السعودية، وانتقلت في سن الثالثة عشرة إلى المملكة المتحدة، حيث نشأت لديها اهتمامات فنية وعلمية دفعتها لاختيار دراسة العمارة. التحقت ببرنامج العمارة في جامعة باث، ثم بدأت حياتها المهنية في أوائل التسعينيات في باريس ضمن مكاتب معمارية ناطقة بالإنجليزية، قبل أن تعود للعمل في لندن. وفي عام 1993، اتخذت قرار الانتقال إلى دبي، مدفوعة برغبتها في إعادة التواصل مع جذورها الثقافية وتعميق شعورها بالانتماء.

من الأرض إلى الأرض – Earth to Earth

مع مرور السنوات، بدأت دباغ في تطوير فلسفتها المعمارية الخاصة القائمة على دراسة الذاكرة والهوية والانتماء، واستخدام المواد المحلية ودمجها مع حلول معاصرة تراعي الاستدامة والسياق المكاني. وفي عام 2008، أسست مكتب دباغ للهندسة المعمارية في دبي ليكون منصة تترجم هذا الفكر إلى مشاريع واقعية في الإمارات والمنطقة.

من أبرز أعمالها مركز مليحة الأثري في الشارقة، الذي اكتمل عام 2016، حيث صمّم ليحتضن تاريخاً يمتد لآلاف السنين ضمن بيئة صحراوية متناغمة مع الموقع، فبرزت كتله الرملية الدائرية كجزء من المشهد الطبيعي. كما صممت مسجد المرحوم محمد عبد الخالق قرقاش في دبي، الذي تميّز بجمعه بين البساطة الهندسية المعاصرة وروح العمارة الإسلامية التقليدية. وفي مشاركتها ضمن بينالي الشارقة المعماري 2023–2024 قدمت تركيبها الفني “من الأرض إلى الأرض”، كبيان معماري يستحضر الذاكرة المحلية من خلال الطين وألواح النخيل المضغوطة.

مسجد قرقاش – credit: Gerry O’Leary

تؤمن سمية دباغ بدور المعماري كمساهم في المجتمع وليس مجرد مصمم للمباني؛ إذ ترى أن العمارة يجب أن تحترم البيئة المحيطة وأن تنبع من الثقافة المحلية لتعكس شعور الانتماء. كما تولت رئاسة فرع الخليج للمعهد الملكي للمعماريين البريطانيين (RIBA)، وأسهمت في رفع معايير الممارسة والتعليم المعماري في المنطقة.

انعكست فلسفتها في أعمالها التي حصلت على تقدير محلي وإقليمي، حيث رُشحت مشاريعها لجوائز مرموقة منها جائزة الآغا خان للعمارة، وظهرت في قوائم تضم أكثر 20 معمارياً تأثيراً في الشرق الأوسط، كما وصلت إلى نهائيات جائزة تميّز للنساء في العمارة والإنشاء.

بهذا، أصبحت سمية دباغ رمزاً لجيل جديد من المعماريات العربيات اللواتي يوظفن العمارة كأداة لإحياء الهوية، وإعادة تعريف العلاقة بين الإنسان والأرض.

Credit: Chris Whiteoak – The National 2021


المصادر: