معلمًا بارزًا وسط “غابة” من ناطحات السحاب، جامع كافد يمثل المركز الروحي للمخطط الرئيسي لمركز الملك عبد الله المالي (KAFD)، ويعمل كمسجد الجمعة للزوار والمقيمين في المركز المالي، وهو حي جديد متعدد الاستخدامات في الرياض.
استُلهمت الهندسة الفريدة للمسجد من الصفائح البلورية المتشابكة لوردة الصحراء. ويتميز المبنى أيضًا بمئذنتين منحوتتين بارتفاع 60 مترًا، مما يعزز مكانته كمعلم بارز. تم تطوير التصميم من خلال سلسلة من الترتيبات البرامترية المعقدة، بهدف الوصول إلى كتلة معمارية ديناميكية ومبسطة تعكس تجريدًا لوردة الصحراء. يمتد هذا الشكل وحركته في الحجر ليشمل الواجهة الخامسة، مما يخلق مظهرًا بصريًا متميزًا يمكن رؤيته من جميع الزوايا. يبدو الغلاف الخارجي للمبنى وكأنه ينبثق من الأرض على شكل كتلة بلورية ناشئة، تمامًا كما ترتفع المآذن، لتخترق المشهد المحيط.
ينبثق المبنى عند نقطة التقاء ثلاثة من “أودية” مركز الملك عبد الله المالي (KAFD). تمثل الأودية مساحات عامة توفر بيئة مظللة ذات مناظر طبيعية جذابة، وتعمل كعنصر يربط المشاة ضمن المخطط الرئيسي للمركز. وبهذا ، يظهر المبنى كجوهرة مخفية عند رؤيته من هذه الأودية. كما أنه يُرى بشكل أساسي من الأعلى، حيث تطل عليه المباني المجاورة، مما يجعل السقف بمثابة الواجهة الخامسة ذات أهمية كبيرة في التصميم.
وُضع المبنى بعناية فوق ساحة حضرية، حيث توفر هذه الساحة مساحة عامة مؤقتة ومرفقًا للمركز، كما تعمل كامتداد خارجي للصلاة خلال الاحتفالات الدينية.
يستوعب المسجد 1466 مصلًّى على مستويين مختلفين بطريقة مبتكرة. تمثّل التحدي الرئيسي في تطوير التصميم الهندسي بحيث يدعم بيئة داخلية خالية من الأعمدة. يتم نقل جميع الأحمال عبر الهيكل الإنشائي الخارجي، والذي يدعم أيضًا الميزانين المعلق mezzanine flying من خلال دعائم إنشائية خاصة.
الغلاف الخارجي للمبنى هو حجر مُرصف بشكل هندسي، مما يعزز مفهوم البلورات بما يتماشى مع المبادئ التصميمية لمركز الملك عبد الله المالي (KAFD) ككل، وبالتالي يُكمل المخطط الرئيسي للمركز الذي صممه هينينغ لارسن Henning Larsen.
داخليًا، تنعكس الحركة الديناميكية في التكسية المثيرة متعددة الأوجه التي تظل وفية للشكل الخارجي. يمثل هذا الشكل الرقيق والقوي تفسيرنا المرئي لمغارة بلورية استلهامًا من وردة الصحراء. يرتفع الحجم الداخلي للمسجد إلى 16 مترًا ويكتسب حياة من خلال الضوء المرشح عبر فتحات نوافذ بلورية بتكوينات متنوعة. أما النوافذ المثلثة المشقوقة على الجوانب الرأسية لسطح المسجد تضيء سقف المسجد من الداخل و تخلق إحساسًا بالطفو والخفة له. يُكمل ذلك مزيد من التفاصيل مثل المقرنصات الزجاجية الملونة المثلثة، التي تمثل تجريدًا للكتل الزخرفية التقليدية التي تستخدم بشكل واسع في العمارة الإسلامية التقليدية. تشمل الميزات الفريدة الأخرى النوافذ الجانبية المثلثة التي تحتوي على طبقات متعددة من الخطوط العربية المجردة (تجريد لأحد الأحاديث النبوية) لتصفية الضوء إلى القاعة الرئيسية خلال النهار، ولتوفير نمط إسلامي متوهج يضيء أودية حي KAFD في الليل. كما أن ألواح العزل الصوتي والضوء المثلثة “الطافية” تتدلى فوق المصلين، مما يضيف إلى شعور الخفة والروحانية في المكان.
المصدر:
- Omrania. (n.d.). KAFD Grand Mosque. Omrania. Retrieved March 12, 2025, from https://omrania.com/project/kafd-grand-mosque/
