يُعد مبنى كلية العلوم الحياتية مثالٌ رائع يجمع بين متطلبات البرامج والإستجابة لظروف موقعٍ معين لتكوين كلية فريدة ومناسبة تمامًا لدراسة الفن والبيئة. كما ويمتاز هذا البناء المتجانس مع الموقع بواجهة جذابة ذات زاوية مائلة ومكسوّة بمادة بارزة مطلية بلون الصحراء. وتتكون الواجهة من وحدات مثلثة متناسقة وألواح معدنية مثقوبة ترشح الضوء الطبيعي وتظلل المنطقة الداخلية من أشعة الشمس الحارقة. يتغير لون الهيكل الذهبي بحسب حركة الشمس طوال اليوم تمامًا مثل الصحاري المحيطة. كما ويتم محاكاة زوايا المبنى الحادة مع هذه الألواح وتصميم المناطق الخضراء لتشكيل هوية مكان موحدة.
ⓒ Mohammad Taqi Ashkanani
ⓒ Mohammad Taqi Ashkanani
تميل الجدران الخارجية نحو الأعلى، مكونة وضعية تظليل ذاتي حيث تسمح للزائر بالنظر الى المساحات الخارجية دون السماح للحرارة بالوصول الى الداخل. كما ويتم تعزيز هذه العملية بنظام ألواح التظيل والتي بدورها توجه الرؤية نحو الخارج وتقلل وهج الشمس. وتمت إضافة كاسرات الشمس على كل واجهات المبنى لإدارة الضوء والتحكم به من جميع الإتجاهات، فعلى سبيل المثال، أتاحت هذه الطريقة في الجهة الشمالية دخول اكبر قدر من الضوء، لأن هذا الضوء غير المباشر مناسبٌ جدًا لاستديوهات الفن.
ⓒ Mohammad Taqi Ashkananiأمَا على الجهة الجنوبية والغربية، فقد تم استخدام كاسرات الشمس بنظام كثافة اكبر للسماح بالنظر للخارج مع الإحتفاظ على راحة الطلاب في الداخل. كما وتم تصميم المساحات الداخلية لكلية العلوم الحياتية بساحات حيوية متعددة المناسيب – ركزت إحداها على الخدمات الطلابية وتتضمن ساحة الطعام والتجمعات غير الرسمية بينما الاخرى تخدم الجمهور العام أكثر، حيث يمكن رؤية تنوع الأعمال الطلابية في المختبرات والعيادات العملية. إضافة الى توفير نوافذ تطل على جميع نشاطات كلية العلوم الحياتية مما أسهم بتعزيز تفاعل الطلبة في الكلية. تحتوي كل ساحة من هذه الساحات على سلم حلزوني مائل يساعد في الوصول لجميع طوابق الكلية، مصورًا مشهدًا يخطف الأنفاس يتمثل بالقبة التي يتخللها ضوء السماء. وكان السبب وراء تصميم الكلية حول هاتين الساحتين الكبيرتين هي المبادئ السامية في تعزيز التعاون الطلابي، والتعلم غير المباشر، والتواصل الإجتماعي، وتعزيز روح الإحتفاء بإنجاز الغير.
ⓒ Mohammad Taqi Ashkanani
وجديرٌ بالذكر بأن توجيه البصر نحو قاعات الدراسة، والمختبرات، والإستديوهات أكد على أهمية كلٍ من العمل الطلابي والإبداع والإستكشاف. وبالمثل تمامًا، تم تصميم أماكن الطعام للطلاب والخدمات غير الأكاديمية بطريقة تخدم راحتهم وتساعدهم على الإبتكار والإنجاز. كما وأسهمت المقاعد العصرية الموجودة بجميع انحاء المبنى، والتكنولجيا الحديثة، ومنطقة الجلوس الدائرية بتشجيع الطلاب على التوقف ومشاركة الأفكار، والتجمع مع الأصدقاء والإسترخاء خلال تناول الطعام بين المحاضرات.
ⓒ Mohammad Taqi Ashkanani
ⓒ Mohammad Taqi Ashkanani
نُظمت حركة الطلبة داخل الكلية على طول محورين متوازيين باتجاه الشمال والجنوب يحيطان بساحة الكلية. تتقاطع هذه المسارات المكونة للنواة الفكرية والتربوية للكلية، مع الأروقة شرقًا وغربًا والممتدة حول الحرم الجامعي رابطةً كل كلية بالأخرى. كما وشكلت تلك التقاطعات نقطة الإلتقاء بقلب كلية العلوم الحياتية. حيث تم توجيه نشاطات الحياة الطلابية لتكون حول جميع هذه النقاط بما فيها خدمات الطعام، والمحال التجارية، والأندية الطلابية، وأماكن الإسترخاء، والمعارض، وقاعات التدريس الكبيرة.
يعمل المدخل الواسع على توجيه الطلاب والزوار من نقطة الإستقبال نحو الساحة الرئيسية والمتضمنة لمدرَجٍ مفتوح يشجعهم على التفاعل غير المباشر. بحيث يتمحور المفهوم التصميمي والإبتكاري للبناء حول مفهوم الرؤية والظهور. والتي تتمثل برؤية الطلاب لبعضهم البعض في الساحة الرئيسية والإطلالات على المختبرات والفصول المزدحمة وإظهار مايدور داخل كلية العلوم الحياتية للذين يمرون بالشارع العام للحرم الجامعي والقاطع للمبنى، للإطلالات المهيبة على الواحات والحرم الجامعي بشكل عام، من أجل ذلك كله إنتهجت كلية العلوم الحياتية مفهوم الرؤية في جميع جوانب تصميمها.
ⓒ Mohammad Taqi Ashkanani
“نص شرح المشروع مقدم من المصمم, و ترجم للعربية بواسطة فريق بُنيان.”