تُعد بيروت بمثابة متحف أثري يضم التاريخ المعماري للحضارات المتتالية عليها. فهي المدينة التي لا زالت تروي قصة أجدادنا وأسلافنا رغم دفنها لـ 7 مرات على مر العصور، و لا تزال كما هي كمصدر رئيسي لعلم الآثار في المنطقة. تجد في بيروت المباني المدمرة تقف إلى جانب المنازل التقليدية ذات الأسقف القرميدية الحمراء.
يقع مبنى ستون جاردن “Stone Garden” في منطقة الميناء، ويجسد تصميمه تصور المهندسة المعمارية “لينا قطمة” لبيروت كما تراها. يظهر المشروع بشكل معماري جديد يعكس هوية بيروت كمدينة. يشكّل التصميم إعترافًا بالدور الذي تلعبه الهندسة المعمارية كأداة لمعالجة للأزمات السكانية في المدينة، خاصةً في أوقات الأزمات. يظهر برج “ستون جاردن” كمنحوتة مرسومة بعناية وبطريقة عصرية. دون التخلي عن هوية البناء البيروتي. فتجد فتحات المبنى موّزعة بأحجام مختلفة، تحمل ذاكرة المدينة وتقدم إطلالات مختلفة على البحر من داخل المبنى. وبالطبع فإن البناية مُحاطة بالأشجار الخضراء والحدائق، مما يجعل الإطلالة من النوافذ أكثر هدوءً.
ⓒ Takuji Shimmura
كما أن للنوافذ والشرفات في المبنى أحجامٌ مختلفةٌ، فأدى إلى إنتاج تصميمًا فريدًا وطابعًا مميّزًا لكل طابق سكني. هذا التنفيذ الدقيق للتصميم الهندسي، تم على أيدي العديد من العمال الوافدين من بلدانهم، ومعظمهم فرّوا من الحروب والنزاعات ليحظوا بفرصة جديدة في الحياة. الطوب، والحجارة والأسمنت والألياف الصناعية وغيرها من المواد الأصيلة عالية الجودة، شكّلت جزءًا أساسيًّا من عناصر البناء، وكانت بمثابة دعوة للحرفيين والعمال للمشاركة في بناء المشروع المميّز، وتحويل الهندسة المعمارية إلى أداة تجمع الناس معًا.
ⓒ Takuji Shimmura
لا يخفى على أحد بأن البرج “ستون جاردن” قد نجا من انفجار بيروت الأخير. الأمر الذي جعله يرتفع كعلم حي، ليُذكّر الناس في الحياة. يضم المبنى مساحات سكنية بالإضافة إلى مركز صور مينا وهو عبارة عن منصة فنية مخصصة للصور والتصوير الفوتوغرافي والمناقشات حول الشرق الأوسط.
