تقع فيلا “شمس” في بعلبك، وهي منطقة طرفية، وبيئتها تضم أكثر المناظر الطبيعية والتاريخية في لبنان. لذا، يُخيل لك بأن الفيلا جزء من أسطورة خيالية بسبب محيطها من النباتات البرّية، ولكثرة تواجد المعابد الرومانية الأثرية في المنطقة.
في النظرة الأولى لفيلا “شمس” من البعيد، تراها شامخة بمبناها الممتد أفقيًا، ليتصل مع الصخور الأثرية القديمة، ونباتات الصبار النادرة، وأشجار الزيتون الخضراء اليانعة، ومجموعة أخرى من الأشجار التي تجعل محيط الفيلا أشبه بغابة سحرية من إحدى روايات الخيال. ولكن إذا دقّقت النظر، تجد الجدران والأعمدة تتباعد عن بعضها بمسافات متساوية بتنسيق يشبه النوتات الموسيقية، مما يجعلك ترى التصميم المميّز للفيلا، ببناءها والمساحات الخالية فيها.
في محيط الفيلا، تجد حمام السباحة بأرضياته من الطين الخشن الممزوج بمجموعة متنوعة من المعادن الخاصة، التي تُدلّك القدمين ما أن يلمساها. تبدو المياه المتدفقة إلى حمام السباحة جاريةً مثل النهر عبر الأعمدة الخرسانية للحديقة، لتصل قاع البركة عن طريق الصخور التي تجاور النباتات الجبلية وتحاذي الأفق.
تحتوي الغرف الداخلية للفيلا على جدران خرسانية مصنوعة من حجارة زينة مميّزة، و يوجد أيضاً خلف الجدران إطلالة مباشرة على الطبيعة الجبلية الخلّابة، خاصة في لحظات الشروق والغروب. ممّا يخلق توازن بين عناصر الأرض الأربعة، ويزيد من فرادة المكان. أمّا غرفة الموسيقى والقراءة فهي تقع في الطابق السفلي الأمر الذي يزيد من روحانية الفراغ و يُساعد في عزلة المكان لضمان الهدوء اللازم للقراءة والاسترخاء، خاصةً وأن بها نوافذ كبيرة تفتح على مناظر طبيعية في الهواء الطلق.
يتميز الحمام أيضاً بأنه يُضاء بصورة طبيعية فقط من خلال فتحة سقفية، وبأنه مبني وسط صخرة تمتد من الأرض إلى السقف، وتستند على جدران عاكسة للصوت ممّا يعزز صوت المياه المتدفقة. كل هذه المظاهر التي تربط المنزل بالطبيعة، وتعيد نمط الحياة للبساطة، بالإضافة إلى تفاصيل انشائية أخرى مثل ترك بعض المواد لتغيّر لونها بشكل طبيعي بفعل عوامل التآكل الطبيعي للوقت.
تضيف الطبيعة الموسمية لبعلبك بعدًا آخر لفيلا “شمس” الفريدة. يمكن الاستمتاع بالأيام الصيفية والمشمسة تحت ظل الشجر، وبجانب المناطق الصخرية لبرودتها. بينما يمكنك قضاء الليالي الشتوية الباردة في مشاهدة النجوم بجوار المدفأة حول المسبح المدفأ. يلمس هذا المنزل جميع عناصر الأرض، وقد تم تصميمه بدقة للتناغم مع الطبيعة بأصالتها.
