مكتبة الإسكندرية – Snøhetta

مشروع ثقافي (مكتبة) . الإسكندرية . مصر
المصممون
الموقعالإسكندرية - مصر
المصورون
  • Gerald Zugmann
  • Nils Petter Dale
  • Nigel Shafran
المساحة80000م2
تاريخ الإنشاء2002

تقع مكتبة الإسكندرية على موقع رائع بجانب الميناء القديم للإسكندرية في قلب المدينة التاريخي. تتألف المكتبة من 11 طابقًا وتستوعب ما يصل إلى 4 ملايين مجلد من الكتب، مع إمكانية التوسعة إلى 8 ملايين مجلد باستخدام أنظمة التخزين المُدمجة. وإلى جانب مرافق المكتبة، تضم المكتبة أيضًا وظائف ثقافية وتعليمية أخرى، بما في ذلك قبة سماوية، وعدة متاحف، ومدرسة لعلوم المعلومات، ومرافق لحفظ الوثائق والمخطوطات.

يتميّز المبنى بشكله الدائري المائل، حيث يمتد بقطر يبلغ 160 مترًا ويصل ارتفاعه إلى 32 مترًا، بينما يغوص في الأرض إلى عمق يقارب 12 مترًا. تحيط بالمبنى ساحة مفتوحة وحوض مائي عاكس، ويربط جسر مشاة بين المدينة وجامعة الإسكندرية المجاورة.ⓒ Gerald Zugmann

جاءت فكرة إنشاء مكتبة الإسكندرية الجديدة كإحياء للمكتبة القديمة التي تأسست في المدينة التي أنشأها الإسكندر الأكبر قبل حوالي 2300 عام، والتي فقدتها الحضارة بعد قرون من الزمن. وتمثل المكتبة الجديدة تصميماً معاصراً مخصصاً للطلبة والباحثين والجمهور العام.

يجمع تصميم المكتبة بين الجرأة والزمنية، إذ يتّسم بشكله الدائري الواسع الذي يتناغم مع الميناء الدائري للإسكندرية، في إشارة إلى الطبيعة الدائرية للمعرفة وتدفقها عبر الزمن. أما السقف اللامع المائل، فيستحضر منارة الإسكندرية القديمة، ويمنح المدينة رمزاً جديداً للعلم والثقافة.ⓒ Gerald Zugmannحتل قاعة القراءة المفتوحة، التي تبلغ مساحتها 20,000 متر مربع وتستوعب 2000 قارئ، أكثر من نصف حجم المبنى، وهي الأكبر من نوعها في العالم. وتمتد القاعة عبر سبع مصاطب متدرجة، وتُضاء بشكل غير مباشر من خلال نوافذ علوية رأسية موجهة نحو الشمال في السقف، مما يحمي الكتب والمخطوطات من التعرض لأشعة الشمس المباشرة الضارة.

يساهم تصميم قاعة القراءة المتدرجة في تقليص وقت الوصول إلى الكتب بشكل كبير مقارنةً بتخطيط المكتبات التقليدي. حيث يتم ترتيب مناطق القراءة ورفوف الكتب على نفس المستوى وبقرب بعضها البعض، حيث توضع الرفوف على كل مستوى من المصاطب، أسفل المصطبة الأعلى منها مباشرة. وبهذا الشكل، يتمكن القراء الجالسون على حافة المصطبة من الاستفادة القصوى من الإضاءة الطبيعية ومن الإطلالات الواسعة داخل القاعة، مع بقائهم على مقربة من منطقة تخزين الكتب الخاصة بهم. ويتكرر هذا المفهوم عبر القاعة بأكملها، ليشكل فضاءً يشبه المدرّج الكبير، يضم مجموعة متنوعة من مرافق القراءة المضيئة بشكل متساوٍ.

حتى وقتٍ قريب، كانت مكتبة الإسكندرية تضم أكبر قاعة قراءة مفتوحة في العالم، إلا أن هذا الرقم تم تجاوزه من قبل مشروع آخر من تصميم شركة Snøhetta، وهو مكتبة بكين التي افتُتحت في عام 2023.
ⓒ Nigel Shafran
تُعد الواجهة الخارجية لمكتبة الإسكندرية، المصنوعة من ما يقارب 6000 متر مربع من الحجر المنحوت يدويًا، واحدة من أكبر مشاريع الفن المعاصر في العالم. وولدت فكرة الجدار الحجري الحامي خلال مرحلة المسابقة لتصميم المكتبة، حيث قامت الفنانة النرويجية يورون سانّيس بابتكار التعبير البصري والمحتوى، بالتعاون مع النحات النرويجي الشهير كريستيان بليستاد خلال عملية التنفيذ.

تتكوّن الواجهة من جدارين، أحدهما فوق الأرض والآخر تحتها، مصنوعين من أحجار الجرانيت المصري الضخمة. يبلغ سُمك كل حجر حوالي 20 سنتيمترًا، وعرضه مترًا واحدًا، ويتراوح ارتفاعه ما بين متر إلى مترين. وتعرض النقوش على الجدار أنظمة الكتابة المعروفة حول العالم، حيث تحتوي على حوالي 4000 رمز فريد من أبجديات مختلفة، إضافة إلى رموز موسيقية ورياضية، ونظام برايل للمكفوفين، والرموز الشريطية (الباركود)، ممزوجة بنقوش مألوفة تغطي ما يقارب 10,000 عام من التاريخ.ⓒ Gerald Zugmannيشكّل الجدار لوحة فنية من الحروف والرموز دون رسالة محددة، واحتفالًا فنيًا بأصغر عنصر في محتوى المكتبة، وهو الحرف. وعلى عكس ترتيب الحروف في كتب المكتبة، لا تتبع هذه النقوش ترتيبًا معينًا، بل تُعرض كعمل فني بأحجام وتفاوتات مختلفة في الكثافة. وتُضفي الخصائص الفريدة لكل نقش جماليّة عامة وحسًّا فنيًا مميزًا.

وبينما يمثّل المحتوى خليطًا من الحروف والإشارات والرموز المستمدة من تاريخ البشرية، فإن التكوين الفيزيائي الفعلي للجدران مستوحى من الطبقات الطبيعية القديمة، ليُحدث اندماجًا بين الثقافة والطبيعة. ويأتي ترتيب الألواح الحجرية بشكل عمودي بالنسبة لمحور الأسطوانة البيضاوية المائلة التي تُشكّل المبنى، فيما تمثل الأبعاد المختلفة للحجارة طبقات من عصور مضت كشفتها عوامل التعرية. إضافة إلى ذلك، تبرز الخطوط الجيولوجية على الجدار الطاقة التي يعبّر عنها السقف وكأنه يرتفع من باطن الأرض.
ⓒ Gerald Zugmann
أصبح هذا المشروع الفني ممكنًا بفضل التعاون بين الخبراء والحرفيين النرويجيين والمصريين. وقد تم استخراج الحجر، وهو من نوع جرانيت شولمان الرمادي، من محجر قديم كان مغلقًا في أسوان قرب الحدود السودانية. ورغم أن مصر تمتلك خبرة تمتد لآلاف السنين في فنون الحجر، إلا أن كثيرًا من هذه المعارف قد فُقدت نتيجة التصنيع وتطور استخدام الألواح الحجرية الرقيقة المُنتجة بكميات كبيرة لواجهات المباني.

وبدعم من وكالة المعونة النرويجية (NORAD)، ساهم فريق المشروع في إعادة فتح المحجر القديم في أسوان، وأطلق برنامجًا تعليميًا لتدريب نحو 20 شابًا مصريًا على استخراج الألواح الحجرية وشقّها يدويًا. كما تعلموا استخدام الإزميل اليدوي لنقش الرموز المختلفة، حيث تم تنفيذ هذه النقوش في ورشة حجر خاصة، ثم ثُبّتت على دعامات من الفولاذ المقاوم للصدأ وُضعت على الخرسانة الإنشائية للمبنى.ⓒ Gerald Zugmannتم التخطيط للمبنى قبل أن يحظى التصميم المستدام بشعبية واسعة بعقد من الزمن، ويُعد علامة فارقة في الاهتمام البيئي. حيث تم إنتاج أكثر من 80% من المواد محليًا، ويعتمد التصميم الداخلي بشكل كبير على الضوء الطبيعي والهواء النقي لتحقيق الراحة، بينما تم تخطيط الواجهة الخارجية حول الكتل الحرارية وتحديد موقع المبنى لخلق درجة حرارة متوازنة ومريحة داخله. كما يساعد حوض المياه المحيط بالمبنى في تقليل تلوث الهواء بشكل طبيعي في المنطقة المجاورة.

 


المصدر:

معرض الصور

بيانات المشروع

فئة المشروعثقافي
المصممون
الموقعالإسكندرية - مصر
المصورون
  • Gerald Zugmann
  • Nils Petter Dale
  • Nigel Shafran
المساحة80000م2
تاريخ الإنشاء2002
المتعاونون المحليون
  • Hamza Associates
المالك
  • وزارة التربية والتعليم المصرية

كلمات مفتاحية

مواد

منتجات

سطر الوصف كتابة ما تريد
سطر الوصف كتابة ما تريد
سطر الوصف كتابة ما تريد