يقع مسجد باصونة في قرية باصونة القاحلة وشديدة الحرارة بمحافظة سوهاج في مصر، يتوسط موقع المسجد منطقة صاخبة كثيرة الغبار تكثر فيها المباني السكنية العشوائية, تتحرك فيها الماشية على الطريق بشكلٍ مستمر ذهابًا وإيابًا، بالإضافة الى وجود مقبرة وسوق مؤقت صغير أسبوعي خارج المدخل الرئيسي حيث يشكّل هذا السوق تحديًا كبيرًا للمشروع، لذا كان لزامًا أن يوفر المبنى الجديد لمستخدميه السلام والهدوء تلبيةً لبعض المتطلبات واحتراماً لحرمة المسجد.ⓒ Essam Arafa
ⓒ Essam Arafaيعتمد حل هذه المشكلة على جدار مجوّف يحوي نافذة واحدة فقط تطل على المقبرة الهادئة، مغطاة بنظام سقف معقد؛ يتكون من جسور خرسانية شبكية مصبوبة في الموقع، مكونًا مربعًا مركزيًا بأبعاد (6.0 × 6.0 م) مغطى بقبة رئيسية، و108 فتحة مربعة أصغر بأبعاد (0.82 × 0.82 م) مغطاة جزئيًا باستخدام قباب معلقة، مُكمّلة بألواح زجاجية رأسية وأفقية ثابتة وقابلة للطي تسمح للنسيم الشمالي المنعش على ارتفاعات عالية بالدخول إلى المسجد، وتسمح أيضاً لضوء الشمس غير المباشر الخالي من الوهج بإضاءة الجزء الداخلي بشكلٍ طبيعي، ومياه الأمطار التي سيتم جمعها واستخدامها في تنظيف محطات الري.
ⓒ Tariq Al Murri
ⓒ Tariq Al Murri
تم إنشاء القبة الرئيسية باستخدام قوالب خفيفة مصرية الصنع مصنوعة من الرمل والجير والهواء المضغوط، بكثافة 0.5 طن/ م 3، وموصلية حرارية 0.136 – 0.132 واط/ م 2. ° كلفن، ومعدل مقاومة الحريق (نسبة إلى السماكة) 4-7 ساعات، وعزل للصوت (ديسيبل) 37-48. أدى الوزن الخفيف للقوالب إلى تقليل وزن المبنى، مما أدى إلى تقليل الأبعاد المطلوبة لجميع عناصر الخرسانة المسلحة. كانت أبعاده مثالية لإضفاء جمالية خاصة ألا وهي (100 × 200 × 600 م) تخدم المخطط الأولي للمسجد من خلال استخدام تقنيات تقطيع خاصة وتدخل بسيط بالفسيفساء.
ⓒ Tariq Al Murriتعتبر القباب المعلقة عنصرًا معمارياً معروفًا، تستخدم بشكلٍ تقليدي لتسهيل الانتقال من المربعات إلى المخططات الثمانية لتلقي في النهاية المخطط الدائري للقبة.
في مسجد باصونة، تمت إعادة تصور القبة كوحدة مستقلة ذات وظائف مبتكرة؛ هيكليًا كنظام سقف، وبيئيًا كمنور وملقف للرياح، وكعنصر هندسي مستقل من الناحية الجمالية، يتم تقديره من الداخل والخارج.
ⓒ Tariq Al Murri
تشير قبة المدخل إلى القبة التاريخية لمسجد قرطبة الكبير ، فهي بمثابة تذكير بالإمكانيات الغنية للهندسة المعمارية التاريخية في كل من التصاميم المعمارية والابتكارات الانشائية. هناك أربعة مداخل للمبنى، يسمح اثنان منها بوصول المصلين من ذوي الاحتياجات الخاصة، بمجرد أن تسمح الطرق والبنية التحتية للقرية بالتنقل الحر والمستقل لذوي الاحتياجات الخاصة.
تم تصميم القاعة متعددة الاستخدامات لاستيعاب الزيادات الموسمية في أعداد المصلين من كلا الجنسين، خلال أيام الجمعة وشهر رمضان المبارك، بالإضافة إلى خدمة مجموعة من الأغراض على مدار السنة؛ كالعيادات الطبية المؤقتة، والفصول الدراسية ما بعد المدرسة وفصول محو الأمية، وغيرها… يعيد هذا إلى الأذهان الوظيفة الأصلية الشاملة للمسجد بكونه ليس مجرد مكان للعبادة الشعائرية فحسب، بل كونه أيضًا مركز خدمة لكل من المسلمين وغير المسلمين على حد سواء.
ⓒ Essam Arafa
ⓒ Essam Arafa