يهدف هذا التدخل بإعادة إحياء منطقة النزلة في مدينة الفيوم إلى إنشاء مشروع رائد في حالات خاصة، حيث يحتضن هذا الحي القيّم ورش صنع الفخار التي كانت تعمل على انتاج الأواني الخاصة المستخدمة في البناء منذ الحضارة المصرية القديمة، وبالتالي، فإن تقنية البناء الحديثة التي زادت من قوة مادة التماسك والتي تعمل على لصق الأواني معًا بمساعدة التجارب المخبرية حافظت على التقنية التقليدية في صناعة الفخار، كما تم أيضًا إدخال أشكال جديدة لبناء الأسقف، مما مكّن المجتمع المحلي من استكشاف نطاق أوسع من تقنيات الإنشاء من خلال إدخال القباب والأقبية التي شيدت باستخدام الأواني.
ⓒ Hamdy El-Setouhy
ⓒ Hamdy El-Setouhy
هَدَف المشروع الذي بادر بإنشائه المهندس السطوحي إلى إشراك المجتمع المحلي في عملية تعاونية تمكّن السكان المحليين من إنشاء وتعلّم منتجاتهم الثقافية وتقديرها وإدارتها، وبذلك تمكنهم من تحقيق الركائز الثلاث لاستدامة المشروع؛ الاجتماعية والاقتصادية والبيئية. حصل المشروع على المرتبة الثانية في جائزة باكو الدولية للعمارة في عام 2019، الفئة A، بدعم من اتحاد المهندسين المعماريين الدوليين “UIA” وذلك لتأسيسه لنواة تنمية بيئية مستدامة تحمل العديد من الآثار الإيجابية على المنطقة بأكملها.
ⓒ Hamdy El-Setouhyتم ترشيح المشروع لنيل جائزة آغا خان في الدورة الأخيرة لعام 2022، كما وتم ترشيحه لجائزة الاتحاد العربي في دورته الأخيرة لعام 2022. عملت العديد من التغطيات الإعلامية والرحلات الميدانية الأكاديمية على جذب الانتباه المحلي والدولي إلى القرية لاستكشاف إمكانيات المشروع، حيث تتمثل عبقرية المشروع في استخدامه لأوعية الفخار كمواد للبناء، ويبلغ قطر كل وعاء 25 سم؛ ويبلغ سُمك مادة الطين 7 ملم؛ وتتسم هذه الأواني بتجويفها الفارغ.
ⓒ Mahmoud Kamel Hassan
ⓒ Hamdy El-Setouhyتعمل الأواني المتشابكة على تشكيل قوس متصل، مما يخلق آلية عالية التحمل، وتؤدي الاختلافات والتكرار في العناصر الحاملة إلى إنشاء مجموعة متنوعة من المساحات والمعالجات الإنشائية للأسقف.تنبع الاستدامة المناخية من حقيقة عدم وجود نفايات ناتجة عن عملية البناء، كما يشهد الزوار طبيعة مناخية صديقة للبيئة من حيث ملائمة درجات الحرارة الداخلية وتوافقها مع الطبيعة المحيطة.
أدت التكرارات الهندسية في بناء السقف، والتي تعمل على تشتيت الإشعاعات الناتجة من أشعة الشمس على المبنى، إلى إضافة طبقة مهمة تساهم في خفض درجات الحرارة داخل المباني. ينتج عن هذه المعالجة البارعة للسقف نقل حرارة أقل إلى المساحات الداخلية مقارنةً بالخرسانة المسلحة التقليدية وطرق البناء بالطوب الطيني. أُسس المشروع لاكتشاف أحد العناصر التراثية وادخاله بعملية البناء، واستغلال رأس المال المعماري من خلال منهجية تشاركية تتبع ممارسة تقنيات بناء مألوفة كانت على وشك الانقراض، في طريقة معاصرة تتحرى القيم المعمارية الجمالية في التجربة المكانية لزوار المركز.
ⓒ Mahmoud Kamel Hassan
