مسجد التسامح – Tasegda

مشروع ديني . منوبة . تونس
المصممون
الموقعمنوبة - تونس
المصورون
المساحة1000م2
تاريخ الإنشاء2020

إن المشروع هو عبارة عن مسجد يحمل اسم مسجد التسامح، والواقع على قطعة أرض في منطقة صنهاجة، وهي قرية صغيرة في محافظة منوبة. جاء المشروع في المقام الأول كفرصة لتحقيق الرغبة في المشاركة في تبني نهج جديد في تصميم المساجد في تونس ولتغيير الصورة النمطية للسكان تجاه الأشكال الخارجية التقليدية لهذه المباني والانتقال إلى ما هو أبعد من هذه المساحات المزخرفة، بحيث أن هذا الجانب بالتحديد يبعثر الذاكرة الجماعية. مع أخذ كل ذلك بعين الاعتبار، تم تصميم المسجد ليراعي القواعد الأساسية من حيث المساحات والعناصر ذات القيمة الرمزية العالية كالمِنبر والمِحراب والمِئذنة وقاعة الصلاة…. مع عمارةٍ عصريةٍ وبسيطة.
ⓒ أكرم بسيلا
بوضوحٍ أكبر، تم تصميم المسجد بأسلوب هندسي بسيط مستمد من الطابع المعماري السلس خالقًا أجواءً عامة نقية، خالية من أي مادة او شكل مرهق، مع اختيار تجنب العناصر الزخرفية والمضي قدمًا بعيدًا عن التعقيدات بهدف التركيز على الجوهر أكثر من المنظر. في الواقع، تم تصميم المسجد كمساحة تساعد على التأمل والتفكير، والاتصال المباشر مع الله، والوصول للصفاء الروحي والروحاني، كما والهروب من الواقع المرير وهموم الدنيا والتركيز فقط على الأمر الاساسي للوجود في المسجد.
ⓒ أكرم بسيلا
في الحقيقة، صُممت الكتلة الحجمية ككل من خلال التكوين البسيط والمصقول للخطوط المتوازية مشكلةً حجمين متجانسين فيما بينهما، مصممين على شكل صندوق داخل صندوق أو حتى “حجمين مزدوجين”. فيحتوي الحجم الأول على قاعة الصلاة، أمَا الثاني فيؤدي دور الغطاء للحجم الأول. فيعمل هذا الحجم الثاني من ناحية معينة كأداة لتعديل المناخ، فهو يحمي القاعة من أشعة الشمس الحارقة وارتفاع درجات الحرارة خلال موجات الحر، وينظم امتصاص الحرارة، ويُسَهل عملية التبريد الطبيعي، وينشرها خلال المكان مما يَعدُ بتكوين أجواء داخلية تضمن راحة المصلين بطريقة فاعلة من حيث التكلفة، وتوفير الطاقة، وبصورة أكثر استدامة. أمَا من الناحية الأخرى، فيشكل هذا الحجم على مستوى المساحة ممراً يربط بين المداخل الثلاثة المصممة للمسجد من أجل توفير نقاط اتصال فعَالة وبسيطة بين المناطق المختلفة.
ⓒ أكرم بسيلا

ثم إن هذا الممر يحيط بقاعة الصلاة، والتي بدورها تتميز بجماليات بسيطة مفرغة من الزخارف ومتناغمة مع الضوء والبياض. عند الدخول لقاعة الصلاة، تلاحظ العين مباشرة ذاك المنظر الأخاذ والمتمثل في الضوء الخفيف المنبعث من الشق العلوي. في الواقع كانت الفكرة هي إنشاء نافذتين سقفيتين تحددان القاعة على الجانبين، كفوهة مفتوحة على السماء ليعم ضوئه المكان ويغمر القاعة، فتحتان سمتيتان يخلقان جدرانًا لا حدود لها، إطلالة لانهائية تبدو كنقطة اتصال مع السماء، وتتيح أيضا التأمل بالأفق من خلال هذا الخط المتلألئ، رحلة روحانية للمرء نحو خالقه تتيح الوصول للنور الامتناهي. في منتصف قاعة الصلاة يقودك ممر محوري نحو المحراب في الخلف والمزين بتفاصيل خاصة. تصنع هذه التحفة الفنية الحدث في قاعة الصلاة، يُحتفى بها كنقطة محورية مزركشة بآية قرآنية مخطوطة بالعربية، معانقة نور السماء ومكونة هالة مقدسة تُثري التفاصيل مشكلةً إضاءة روحانية ذات مغزى.
ⓒ أكرم بسيلا
بشكل عام، جاءت الفكرة ليكون النور الخارجي هو روح المسجد يشع في كل مكان، ويتجلى في العقول كنورٍ داخلي وروحاني. فقد تمت دراسة الشمس من الناحية المفاهيمية والمكانية بطريقة تجعلها تلج بسخاء ووفرة في جميع أرجاء المسجد. إضافة لذلك، فإن جميع مصادر الإضاءة هذه هي مصادر للهواء النقي أيضا بأشكال ومواقع تمت دراستها بعناية من حيث متطلبات التصميم، والاتجاهات، وتدفق الهواء لتُتيح للهواء بالولوج وتهوية المسجد طبيعيًا وتبريد المناطق الداخلية للمسجد كما وإثبات حقيقة أنه حتى اليوم يمكن للمساجد أن تكون مريحة وممتعة للعيش دون الحاجة لنظام تكييف الهواء. جدير بالذكر أن الفناء هو عنصر أساسي من هذا المشروع. إن المسجد يدور حول أربعة فراغات تعمل من جهة على توحيد وفصل العناصر، ومن جهة أخرى تعمل كأداة تسمح بدخول الضوء والهواء الطبيعي.
ⓒ أكرم بسيلا
يعتبر الفناء المركزي الكبير الذي يشبه الشرفة امتدادًا لقاعة الصلاة حيث يمكن للمُصلّين أن يجتمعوا ويتواصلوا فيما بينهم بعد انقضاء الصلاة، هو عبارة عن ممر فاصل وانتقالي مفتوح يعمل كمنطقة وسطية بين قاعة الصلاة ومنطقة الوضوء؛ التي بدورها تطل على فناءين صغيرين مزروعين يعملان كفتحات للإنارة ومصادر للهواء. إضافة لذلك، تم تحديد هذا الفناء المكشوف من جهة واحدة بجدارٍ مثقوب مزين بفتحات مربعة صغيرة تُسلّط الضوء نحو منطقة الوضوء مما أتاح تواصلاً بصريًا ساحرًا، وزادته جمالاً كسوته بالطوب الأحمر. في الواقع، هذه هي المادة التي وقع عليها الاختيار لكسوة الجزء السفلي للمسجد بأكمله لتكوين ذاك اللون الأرضي المشابه في خصائصه وأصالته لِلون الجسد البشري، كما تتناقض هذه المادة مع الجزء العلوي ذي السطح الأملس والبياض الكلي لإبراز رمزية الجوهر والروح، فأضفت لمسة اللون الأرضي هذه نقاءً أكبر للون الأبيض، وبدوره زاد اللون الأبيض حيوية للّون الآخر. إضافة لذلك، هنالك مجموعة غنية ومتنوعة من النباتات المختلفة تكسو هذا الجدار مكونةً غابة داخلية صغيرة قد أثرت من قيمة الفناء إلى حد بعيد مما أسهم في خلق ملاذا روحاني يعمه الهدوء وينبض بالراحة.
ⓒ أكرم بسيلا
ⓒ أكرم بسيلا

 

 

معرض الصور

بيانات المشروع

فئة المشروعديني
المصممون
الموقعمنوبة - تونس
المصورون
المساحة1000م2
تاريخ الإنشاء2020

كلمات مفتاحية

مواد

منتجات

سطر الوصف كتابة ما تريد
سطر الوصف كتابة ما تريد